على خطى الأب المؤسس! بقلم: بدر جعفر

dubai

نحتفل اليوم بالعيد 42 من روح الاتحاد والإنجازات العديدة التي حققتها امتنا منذ ولادتها، وأخرها الفوز باستضافة اكسبو 2020 في دبي. وسيستمر هذا الحدث حتى عام 2021 – السنة التي سنحتفل فيها بمرور 50 عاماً على الاتحاد.

وفضلاً عن كونه يوم للاحتفال باليوم الوطني لدينا، هو ايضاً فرصة للتفكير. التفكير في كيفية ما وصلنا اليه: تنوع فريد من سكاننا، تطور بلا هوادة من الأفق لدينا، التقدم الملحوظ في اقتصادنا، عدد متزايد من فرص العيش تتحقق وتزدهر هنا في الإمارات العربية المتحدة.

وبمشاهدة نتائج تصوت الاكسبو، لا يسعني الا ان اشعر ان ارث والد امتنا الشيخ زايد هو اقوى من أي وقت مضى، والذي قال مرة أيضاً " جيل المستقبل يعيش في عالم مختلف تماماً عن ذلك الذي اعتدنا عليه، ومن الضروري ان نحضّر انفسنا وابناءنا لهذا العالم الجديد".

هذه الكلمات الحكيمة والملهمة تسلط الضوء على درس مهم، وهو ان أسس الحكم الرشيد تبدأ دائماً من المنزل. ليس هناك افضل من وحدة الأسرة لنقل قيم النزاهة والمسؤولية الاجتماعية الواعية، القيم التي يتزايد وجودها في الشركات في جميع انحاء العالم.

إن الكثير من اقتصادنا يتكون من الشركات العائلية الناجحة التي تم تأسيسها من بدايات متواضعة على مدى العقود القليلة الماضية، والعديد منها الآن مقبل على فترة من النجاح. العديد من هذه الشركات قد خلقت قيم مذهلة لمساهميها، موظفيها وللبلد ككل. وكما الدولة التي نشأووا فيها، فهم ايضاً يتطلعون الى الكيفية التي يمكن بها الحفاظ على هذه القيم للجيل القادم من الرجال والنساء ومن بعدهم بعد ذلك.

وكما أن الشركات العائلية يدل جزء هام منها من تراث نجاحنا، فإن تراث المستقبل مبني من وراء مجلس الإدارة. انها مبنية في كل نشاط تتخذه المؤسسة. هي اعتبار، ثقافة ورفض قبول أي شيء عدا الأخلاق الحميدة في كل قرار يتخذه المساهمون، الإدارة والموظفين. وكما يأخذ جيل المستقبل الزمام على عاتقه،فيعود لهم الخيار في توجيه شركاتهم وفق هذه القيم الإخلاقية المغروسة من قبل اجدادهم.

لذا يجب علينا أن نواصل بناء أفضل الممارسات التجارية، وغرسها في جيل المستقبل في سن مبكرة لضمان نموها الدائم. ولا يجب ابداً أن نكتفي بما حققناه في سعينا لترسيخ الحوكمة الجيدة بما ان الرضا يمكن أن يؤدي إلى الجمود الذي هو عائق رئيسي للابتكار والنجاح المستمر.

إن الاكسبو الأخير الذي نظم في شنغهاي في 2010، حضره 73 مليون زائر من 189 دولة، ساهم في مدخول يزيد عن 12 بليون دولار من السياحة المباشرة لوحدها على مدى ستة أشهر. وهذا ليس فقط شهادة على قوة الاكسبو، وإنما انعكاس لقوة اقتصادها كوجهة للتجارة الدولية.

خلال السنوات السبع القادمة حتى يتم طرح أبواب الاكسبو للعالم، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة مقبلة على مرحلة نمو سريع. إن دولتنا الآن ليست قثط في موقف القيادة لدعم وتطوير الشركات المحلية والإقليمية، ولكنها أيضاً نقطة انطلاق عالمية وصلة بين الشرق والغرب. هذا يمثل فرصة فريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة على أن تثابر وتثبت للجميع أنه في حين انه هناك عدم يقين واستقرار في بعض من أجزاء المنطقة، فهنا دولة مليئة بالتفاؤل وقرص للعيش والعمل في بيبئة مستقرة ومزدهرة. وكمحور للعديد من الأعمال الإقليمية والدولية، يجب علينا أن نكون على يقين دائماً أن دولة إمارات عربية ناجحة، هي جزء لا يتجزأ من منطقة ناجحة.

نحن هنا، في الإمارات العربية المتحدة، نلعب دور مهم وكبير في التطور الجاري في خلق مجتمع عالمي حفيفي والآن، وأكثر من أي وقت مضى، يمكننا أن نرى تأثير رؤية أب دولة الإمارات العربية المتحدة لتأسيس وخلق مستقبل دائم لقادة الأعمال في المستقبل، على رجالنا ونساؤنا وهم يدخلون سوق العمل. ومن خلال البقاء أوفياء لروح وأسس المبادرة والتني بنيت عليها امتنا، لدينا فرصة فريدة لاحتضان هذه الرؤية.

كما هو منشور على موقع صحيفة الخليج بتاريخ 3 ديسمبر 2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5  +  4  =